السبت، 12 يناير 2013

من مميزات إقتصادنا الإ سلامي :


ومن مميزات إقتصادنا الإسلامي أنه يجمع بين كل إيجابيات الإشتراكية في دعمه للتكافل الإجتماعي - تطوعا - عبر الصدقات والتبرعات ، - وفرضا - عبر وظيفة بيت المال وفريضة الزكاة كحق للفقراء في أموال كل الأغنياء..
 كما أنه يقلم كل سلبيات المدارس الإقتصادية والمتمثلة عموما في استعباد الدول والحكومات والمواطن لمادية رهيبة تزيد من تكريس النظام الطبقي ، ومن تعميق كل الأزمات :
فالإسلام وإن كان يميل للحرية في الإقتصاد عبر ضوابط القيم ، فإنه يحارب التمييز الطبقي الفاحش الذي لايمكن أن يكون في مجتمع تديره شورى ومساواة الإسلام، رغم أنه لا يلغي حق الملكية والإستغناء ..
 وإنما لكل المسلمين نفس الحظوظ والحقوق في الإسترزاق لكن بتكامل الطبقات وبتسخير بعضها لبعض كما بقوله تعالى : 
*نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخد بعضهم بعضا سخريا *الزخرف 32
وقوله تعالى : * كي لايكون دولة بين الأغنياء منكم*الحشر 7
الآيتان التي يمكن أن نستنتج منهما :
ـــ تسخير المسلمين بعضهم لبعض مما يثبت مبدأ التعاون والتكافل والتكامل بين كل المسلمين
ـــ عدم الإعتراف بالطبقية بمفهومها الفاحش وذلك بمحاربة تداول المال بين الأغنياء فقط
ـــ الإقرار بحق الملكية
ـــ الإقرار بتنوع الأرزاق
ورغم أن للعامل سبب في كسب رزقه فيبقى *
تقسيم الرزق من الله *  مبدأ إسلاميا تمليه العديد من الآيات كما بقوله تعالى : 
 *ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم* الإسراء 31.
وقوله تعالى : *إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين *الذاريات 58
ولكن هاته الحرية في الإسلام لم تسق نظامه الإقتصادي إلى تبني الليبرالية جملة وتفصيلا وبكل مبادئها  كما يفهم اليوم العديد من المسلمين ، بل إن الإسلام يحارب العديد من سلبيا ت الليبرالية الحالية كــ :
ـــ عدم ربطها بين الكسب والقيم
ـــ سلطة الرأسماليين الإجتماعية والسياسية وهيمنتهم على مراكز القرار
ـــ النظام البنكي الربوي
ـــ استغلالها للأنوثة كسلعة
ـــ التقدير المبالغ فيه للقوة الإقتصادية وجعلها محور كل الحياة
ــ تسليع الطاقة البشرية ..
ــ عدم إنسانيتها
ـ نزوحها للفوضى لحد تكبيل يد الدولة في الإصلاح الإجتماعي اقتصاديا..
بل ولحد القول بأن النظام الليبرالي الحالي نظام غابوي يميل إلى الشيوعية الهمجية أكثر من ميله لقيم الحريات ،
وخصوصا ونحن نسطر على مدى خطورة الإملاءات البنكية العالمية الربوية وعلى إمبريالية كل الهيئات الليبرالية والإشتراكية . 
فلا للشيوعية الضالة ، ولا لليبرالية المتوحشة ، ونعم لليبرالية المثلى : نظام الإسلام كله ، وإقتصاده الأخلاقي والإصلاحي/الإنساني ..
فالنظام الإقتصادي الإسلامي نظام اجتماعي إنساني أكثر منه نظاما ماديا كما جل الأنظمة :
 ولهذا يصبح أول وصف له الإقتصاد الإنساني، لأن كل ما هو إنساني حق فهو إسلامي ، والعكس صحيح ..
ولا ينقصنا إلا تقديمه بكل علمية ليقبله كبديل إصلاحي كل نزهاء العلمانيين..
لأن هناك العديد من العورات الأخلاقية التي تجعل من كل المجتمعات الرأسمالية اليوم بلدانا متمدنة لكنها غير حضارية ولا إنسانية بالمعنى السامي للإنسانية : 
فهي مجتمعات بشرية غريزية معاشية تميل نحو حيوانياتها ونحو الجشع المادي أكثر من ميلها للقيم والمبادئ ، والتي ما جاءت علوم الإقتصاد وكل النعم وكل الأرزاق من الله الكريم سبحانه إلا لترعاها : 
فلقد قتلت سلبيات الإشتراكية والليبرالية كل روحانيات الإنسان، حتى قال كارل ماركس  رغم شيوعيته - عن هاته المجتمعات المسلوبة والقاهرة للإنسان ولكل توازناته :* إن  الإستلاب هو الحالة التي يصير فيها الإنسان ـ عبر ظروف خارجية ـ فاقدا لهويته ، وعبدا لما ينتج *..
ولهذا وغيره ينفي الإقتصاد الإسلامي - كل الخيال الشيوعي وبكل ركائز مذهبه - وإن كان يشمل جواهر ما ترمز إليه الإشتراكية من تكافل وتعاون إجتماعي ، لكنه لاينفي الليبرالية بقدر ما يقننها من الهوس الطبقي ومن كل سلبياتها.. 
وذلك بالتشبت بقيم عليا تضمن إغناء الفقير دون إفقار الغني ..
 مما يجعل من نهضة الإسلام بديلا متميزا عن الشعارات الإشتراكية وعن الليبرالية المطلقة ، كما يجعل من إقتصادنا الإسلامي بديلا محافظا بكل عدل عن كل ما فيهما من حق وعدالة  ومن تقنيات للتطور والتنمية وإن كانت قاصرة في عرفنا الإسلامي ..
وكل هذا لايعد إنشاء ..
بل له من الإجتهادات الإسلامية ما يدعمه علميا ، ولكننا لم ننجز لحد اليوم كمسلمين تنزيلا عمليا له ، ولو عبر برامج مقننة وتدريجية له كبديل ولو على المدى البعيد جدا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق